کد مطلب:99458 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:105

نامه 035-به عبدالله بن عباس











[صفحه 145]

الشرح: انظر الی الفصاحه كیف تعطی هذا الرجل قیادها، و تملكه زمامها، و اعجب لهذه الالفاظ المنصوبه، یتلو بعضها بعضا كیف تواتیه و تطاوعه، سلسه سهله، تتدفق من غیر تعسف و لا تكلف، حتی انتهی الی آخر الفصل فقال: (یوما واحدا، و لا التقی بهم ابدا)، و انت و غیرك من الفصحاء اذا شرعوا فی كتاب او خطبه، جائت القرائن و الفواصل تاره مرفوعه، و تاره مجروره، و تاره منصوبه، فان ارادوا قسرها باعراب واحد ظهر منها فی التكلف اثر بین، و علامه واضحه، و هذا الصنف من البیان احد انواع الاعجاز فی القرآن، ذكره عبدالقاهر، قال: انظر الی سوره النساء و بعدها سوره المائده، الاولی منصوبه الفواصل، و الثانیه لیس فیها منصوب اصلا، و لو مزجت احدی السورتین بالاخری لم تمتزجا، و ظهر اثر التركیب و التالیف بینهما. ثم ان فواصل كل واحد منهما تنساق سیاقه بمقتضی البیان الطبیعی لا الصناعه التكلفیه. ثم انظر الی الصفات و الموصوفات فی هذا الفصل، كیف قال: (ولدا ناصحا)، و (عاملا كادحا)، و (سیفا قاطعا)، و ركنا دافعا، لو قال: (ولدا كادحا)، و (عاملا ناصحا) و كذلك ما بعده لما كان صوابا، و لا فی الموقع واقعا، فسبحان من منح هذا الرجل هذه المزایا النفیسه و

الخصائص الشریفه! ان یكون غلام من ابناء عرب مكه، ینشا بین اهله، لم یخالط الحكماء، و خرج اعرف، بالحكمه و دقائق العلوم الالهیه من افلاطون و ارسطو! و لم یعاشر ارباب الحكم الخلقیه و الاداب النفسانیه، لان قریشا لم یكن احد منهم مشهورا بمثل ذلك، و خرج اعرف بهذا الباب من سقراط! و لم یرب بین الشجعان، لان اهل مكه كانوا ذوی تجاره، و لم یكونوا ذوی حرب، و خرج اشجع من كل بشر مشی علی الارض، قیل لخلف الاحمر: ایما اشجع عنبسه و بسطام ام علی بن ابی طالب؟ فقال: انما یذكر عنبسه و بسطام مع البشر و الناس، لا مع من یرتفع عن هذه الطبقه، فقیل له فعلی كل حال. قال: و الله لو صاح فی وجوههما لماتا قبل ان یحمل علیهما. و خرج افصح من سحبان و قس، و لم تكن قریش بافصح العرب، كان غیرها افصح منها، قالوا: افصح العرب جرهم و ان لم تكن لهم نباهه. و خرج ازهد الناس فی الدنیا، و اعفهم، مع ان قریشا ذوو حرص و محبه للدنیا، و لا غرو فیمن كان محمد (ص) مربیه و مخرجه، و العنایه الالهیه تمده و ترفده ان یكون منه ما كان! یقال: احتسب ولده، اذا مات كبیرا، و افترط ولده، اذا مات صغیرا. قوله: (فمنهم الاتی...)، قسم جنده اقساما، فمنهم من اجابه و خرج كارها للخروج، كما قا

ل تعالی: (كانما یساقون الی الموت و هم ینظرون)، و منهم من قعد و اعتل بعله كاذبه، كما قال تعالی: (یقولون ان بیوتنا عوره و ما هی بعوره ان یریدون الا فرارا)، و منهم من تاخر و صرح بالقعود و الخذلان، كما قال تعالی: (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله و كرهوا ان یجاهدوا باموالهم و انفسهم فی سبیل الله). و المعنی ان حاله كانت مناسبه لحال النبی (ص)، و من تذكر احوالهما و سیرتهما، و ما جری لهما الی ان قبضا، علم تحقیق ذلك. ثم اقسم انه لو لا طمعه فی الشهاده لما اقام مع اهل العراق و لا صحبهم. فان قلت: فهلا خرج الی معاویه وحده من غیر جیش ان كان یرید الشهاده؟ قلت: ذلك لا یجوز، لانه القاء النفس الی التهلكه، و للشهاده شروط متی فقدت، فلا یجوز ان تحمل احدی الحالتین علی الاخری.


صفحه 145.